<p>نظمت وزارة الخارجية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ورشة العمل السابعة التي حملت عنوان (التعليم والمعرفة وحقوق الإنسان)، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد، بمشاركة سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، وسعادة الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم، والسيد عبدالله بن فيصل بن جبر الدوسري مساعد وزير الخارجية، والدكتور محمد مبارك جمعة وكيل وزارة التربية والتعليم للموارد والخدمات، والدكتور عبد الغني الشويخ الأمين العام لمجلس التعليم العالي، وعدد من كبار المسئولين بالوزارة وعدد من المختصين من داخل مملكة البحرين ومن خارجها، إلى جانب مشاركة عدد من طلبة المدارس الحكومية والخاصة وجامعة البحرين. وعبر الوزير في البداية عن خالص الشكر والتقدير والامتنان لجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه عن رعايته المتواصلة للمسيرة التعلمية، بدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد رئيس الوزراء على الدعم المتواصل للتربية والتعليم، كما عبر عن شكره وتقديره لسعادة وزير الخارجية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، وكافة منتسبي وزارة الخارجية على جهودهم وتعاونهم. ثم قدم الوزير عرضا أوضح فيه في البداية الجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة لضمان الحق في التعليم للجميع، تجسيدا لما تضمنه دستور مملكة البحرين وقانون التعليم، من مبادئ تتعلق بإلزامية التعليم ومجانيته، وتوفير كافة الخدمات المعززة لهذا الحق، التي تشمل كافة فئات الطلبة، ومنهم ذوو الاحتياجات الخاصة والكبار، مشيرا إلى إنشاء الوزارة لقسم خاص بإلزام التعليم لمتابعة حالات تسرب الطلبة أو حرمانهم من التعليم أو إهمالهم من قبل أولياء أمورهم، حيث نجحت الوزارة في إعادة (124) طالباً وطالبة إلى مقاعد الدراسة من جديد، إلى جانب التوسع في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية، وتوفير كافة الخدمات التعليمية المعينة لهم لإكمال مسيرتهم الدراسية، حيث بلغت نسبة الدمج (38%) في العام الدراسي 2019/2020م، وتوفير الكتب الدراسية المجانية والتي تجاوز عددها مليوني نسخة، وتوفير كتب المواد الوطنية للمدارس الخاصة مجاناً في المواد الوطنية، وتوفير البعثات والمنح الدراسية للطلبة المتفوقين والتي بلغ عدد المستفيدين منها لهذا العام (2500) طالب وطالبة، وتوفير خدمة المواصلات المجانية لـ37 ألف طالب وطالبة، وخفض الرسوم الدراسية في جامعة البحرين بنسبة تجاوزت (94%) لإتاحة الحق للجميع في مواصلة دراستهم الجامعية، ودعم الطلبة الجامعيين المحتاجين من خلال صندوق الطالب، مشيرا إلى الآثار الإيجابية الكبيرة التي تحققت في هذا المجال، وانعكست على صورة مملكة البحرين في التقارير الدولية، وخاصة تقرير التعليم للجميع الصادر سنويا عن منظمة اليونسكو والتي تتبوأ فيها مملكة البحرين مركزا متقدما في تحقيق اهداف التعليم للجميع، حيث صنفت في هذه التقارير ضمن الدول ذات الأداء العالي، على مستوى العالم. وساهم ذلك أيضا في حصول مملكة البحرين على مراكز متقدمة في التقارير الدولية الأخرى، مثل التقرير العربي للتنمية المستدامة 2015م، وتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتنمية البشرية 2016م، وتقرير مجموعة بوسطن الاستشارية 2019م. وتقرير البنك الدولي حول التنمية البشرية. ثم تطرق الوزير بالتفصيل لجهود الوزارة في مجال غرس مفاهيم وقيم المواطنة وحقوق الإنسان في نفوس الطلبة وعقولهم، تجسيدا للمبادئ التي جاء به المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، مشيرا إلى تضمين استحداث الوزارة منذ العام 2005م لمقررات منهجية للتربية للمواطنة وتعزيزها بقيم التسامح والعيش المشترك والمواطنة المتساوية والولاء واحترام القانون والقبول بالرأي والرأي الآخر، وغيرها من القيم ذات العلاقة، وبثها في المناهج الدراسية، وكذلك تضمينها في الأنشطة الطلابية التي تنظمها الوزارة أو المدارس في كافة المراحل الدراسية، متوقفا عند ما شهدته المسيرة التعليمية من محاولات المساس بالحق في التعليم، خلال الاحداث لمؤسفة التي شهدتها المملكة في العام 2011م وما تلاها، وجهود الوزارة لمعالجة النتائج السلبية التي خلفتها على المدارس والطلبة، ومنها إثراء المناهج بالمزيد من مفاهيم وقيم ومهارات التربية وحقوق الإنسان، وإطلاق أكثر من 400 نشاط في مجال المواطنة وحقوق الإنسان، والاستعانة بمكتب التربية الدولي بجنيف لتطوير المناهج وإثرائها بقيم حقوق الإنسان والمواطنة، وإقامة العديد من ورش العمل التدريبية في هذا المجال. واستعرض الوزير بعد ذلك تجربة وزارة التربية والعليم في إطلاق مشروع المدرسة المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان، والذي بدأت في تنفيذه في العام 2015م والذي يهدف إلى تنشئة الطلبة تنشئة مدنية شاملة تعزز قيم المواطنة وتربي على التعايش السلمي واحترام التنوع والتعدد، وتحويل المدارس إلى إطار للتعايش والوحدة الوطنية والتسامح، حيث تمكنت الوزارة من خلال هذا المشروع المتميز من بناء نموذج وطني متكامل يراعي المعايير الدولية ويشمل جميع جوانب الحياة في المدرسة وسائر أبعاد العملية التعليمية. موضحا بأن هذا المشروع، قد حظي بإشادات دولية عديدة. مؤكدا أن هذا المشروع يعتبر تجربة فريدة من نوعها على الصعيد الإقليمي والدولي، بشهادة العديد من المنظمات ذات الصلة بالتربية والمواطنة وحقوق الإنسان، ويهدف إلى تنشئة الطلبة تنشئة مدنية شاملة تعزز قيم المواطنة، وتربي على التعايش السلمي واحترام التنوع والتعدد، والتحلي بقيم الولاء والانتماء والتسامح والاعتدال، والوحدة الوطنية والاعتزاز بالهوية والقيم الإنسانية، والوعي بأهمية حوار الحضارات والسلام العالمي، حيث تم في تلك الندوة عرض هذا المشروع في الندوة التي نظمها مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، على هامش الدورة الـ27 للاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الإنسان والذي تم خلاله عرض تجارب عدد من الدول، وحظي المشروع بإشادة عدد من المنظمات الدولية المعنية بالتربية والمواطنة وحقوق الإنسان من المشاركين في الندوة، موضحا بأن الوزارة قد تمكنت من مواجهة التحديات الصعبة التي عاشتها، وتحويلها إلى فرص للإنجاز على صعيد إعداد وبناء الطلبة، حيث شاركت وزارة التربية والتعليم في الاختبارات الدولية للعلوم والرياضيات TIMSS، حيث حقق طلبة مملكة البحرين إنجازات مهمة على هذا الصعيد وأبرزها ما أصدرته هيئة الامتحانات الدولية للتيمس عندما قيمت أداء الدول في الامتحانين 2011-2015، فكانت مملكة البحرين الأولى في نسبة التقدم بين الاختبارين، بــ45 درجة معيارية وهذا انجاز مشرف يؤكد أهمية الجهد والإصرار على تحقيق المزيد من الإنجازات. وعلى صعيد آخر تحدث الوزير عن جهود الوزارة في توفير الخدمات التعليمية خلال فترة جائحة كورونا كوفيد-19، حيث بذلت جهوداً كبيرة لضمان استدامة الخدمات التعليمية الرقمية، وتوفير عشرة آلاف حاسوب للطلبة البحرينيين المحتاجين ضمن حملة (فينا خير) بتوجيه كريم من سمو الشيخ ناصر بن حمد ال خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية للأعمال الإنسانية، مشيرا إلى أن عدد المواد في البوابة التعليمية وموقع الوزارة أكثر من 500,000 مادة و218,242 نشاط وتطبيق، وفُتحت 83,143 حلقة نقاش، وتم تحميل 88,185 درس و149,578 إثراء على البوابة التي شهدت أكثر من 20 مليون زيارة من 94 دولة، إلى جانب بث الدروس على (14) قناة في اليوتيوب، وبث الدروس المتلفزة في قناة تلفزيونية مخصصة بالتعاون مع وزارة شئون الإعلام. </p>